طلب مني مشاهدة برنامج خواطر، وخصيصاً الحلقة الرابعة عشر، بما جاء فيها من هجوم على المثلية. أول شئ بعتذر عن طول البوست هذا. لأنه برنامج لا يستحق وقتي أو وقتكم يا جماعة. بس بحب ألخص خمس وعشرون دقيقة من الفصاحة في ثلاث نقاط:
1. مدينة بومبي الإيطالية: حول أخونا الفصيح تدمير مدينة، عدد سكانها لا يزيد عن 20 ألف في إلامبراطورية الرومانية، بسبب تفجر بركان طبيعي إلى درس ديني تغاضى عنه القرآن. فبحسب منطقه، كل كارثة طبيعية تحل بمدينة هي عقاب من الله على تصرف سكانها.جعلني اصفن في حال المدن العربية التي أكلتها الحروب والمآسي.
في محاضرته الضجرة تناسى أن التعدد الجنسي الذي كان وارد في بومبي، كان موجود في مدن رومانية أخرى. مدن نجت من الهلاك، ولم تعاقب كما عوقبت بومبي. أطال في الحديث عن 'قوم لوط ٢' فأخذت المدينة حيز كبير من الحلقة. نراه يتخبط في المتاحف الأوربية ويستغفر ربه. هذا قبل أن يسخطه الله بإلقاء جواله على الأرض لعله يخرس. ولكن لا محالة.
في محاضرته الضجرة تناسى أن التعدد الجنسي الذي كان وارد في بومبي، كان موجود في مدن رومانية أخرى. مدن نجت من الهلاك، ولم تعاقب كما عوقبت بومبي. أطال في الحديث عن 'قوم لوط ٢' فأخذت المدينة حيز كبير من الحلقة. نراه يتخبط في المتاحف الأوربية ويستغفر ربه. هذا قبل أن يسخطه الله بإلقاء جواله على الأرض لعله يخرس. ولكن لا محالة.
2. المثلية والأمراض النفسية: ولأول مرة في الحلقة ينطق فيها أحمد الشقيري كلمة حق. فللأسف تصيب الأمراض النفسية نسبة عالية من المثليين. أمراض كالقلق و الاكتئاب و الأرق. ولكن يراها أحمد دليل على عقاب الله لهم. فلا يكفي بأن تخلق الرغبة الجنسية في المثلييين، بل يعاقبهم الله على تلك المشاعر الطبيعية بهواجس نفسية تدفعهم إلى الإنتحار. فللحظة مريبة تشعر وكأن الشقيري تسعده تلك المعاصي والآلام الحقيقية لأناس ابرياء. كيف لا؟ و برنامجه قد يكون القشة التي تكسر ظهر مثلي مسكين يعاني من تخلف المجتمع حوله. يحذر أحمد المشاهد، وهو يمشي في شوارع سان فرانسيسكو، بأن بعض المدن العربية سيئول بها الحال إلى "هذا الوضع". تناسى في تلك اللحظة الطوابير على أبواب السفارات الأمريكية في تلك المدن العربية، تتهافت من أجل 'الكرت الأخضر'.
3. الإنفتاح الجنسي والأمراض: يعرض لنا الشقيري أمام رسم بياني كيفية إرتباط إنتشار الجنس منذ الخمسينات في الولايات المتحدة بإزدياد معدل الأمراض المنقولة جنسياً. لا يحتاج هذا الرابط إلى شهادة في الأنثروبولوجي، ويستطيع التوصل إليه أخي الصغير الذي يبلغ من العمر خمس سنوات. في الحقيقة هذه الأمراض، و نسب المراهقين الذين مارسوا الجنس قبل الزواج في تراجع منذ مطلع العقد السابق، كما اظهرت دراسة حديثة في جريدة الاكونومست الأسبوعية. ذلك بفضل إنتشار الواق وتثقيف الاجيال الجديدة. فحل تلك المشاكل لا يكمن في الإنغلاق الفكري والتزمت الجنسي. و لكن "ما علينا". ينهي هذا المقطع بالتكلم عن مرض الأيدز و حصده لأربعة وثلاثون مليون ضحية و يبدي و كأن اللوم على المثليين. تناسى أيضاً أن معظم هؤلاء الضحايا أطفال ونساء في قارة إفريقيا، أصابهم الأيدز عن طريق الرضاعة وخلال الولادة. أترك هذه المعضلة في العدل الإلهي لحضرته، ليتناول محواها في حلقة تالية من برنامج لن أشاهده مجددا.
وما تبقى من الخمس وعشرون دقيقة مقطتفات لا تقل تفاهة أو عدم مصداقية. فيقابل إمرأة خسرت بيتها وأصبحت مشردة، و يلوم ما حال بها إلى تجربتها الجنسية مع صديقة لها في الماضي. فتبكي هي وتناشد ربها بالتوبة. فتناسى أيضاً بأن المثليين في العالم منهم علماء، دكاترة، كتاب، مهندسون وفنانون.
إنتهت الحلقة بآيات قرآنية بغير محلها ومشاهد لأحمد وهو يرمي طير حمام في الهواء، يعانق عجوز، يلهو ويلعب فيذكرنا بانسانيته وحبه للكون وخالقه. وكأن الكره والحقد الذي كان ينشره هو مجرد خوفه وصونه على نقاء هذه الدنيا. كره وحقد عكر مزاجي وقلب معدتي.