على تويتر اتحدث دائمأ عن حقوق المثليين. ولكن أحياناً أجد نفسي غارقاً في التفكير في معنى هذه الحقوق. جواب منطقي تتفق عليه المنظمات الدولية هو حق الإنسان لحياة كريمة. ولكن ماذا تعني هذه العبارة التي كثيراً ما تتداولها الصحف و المحطات الاخباريه؟ أجد أن مع كثر إستعمالها، للأسف، قد فقدت معناها. ولكن نعم لي حق لحياة كريمة.
منذ أول دقيقة استيقظ فيها، وأنا خائف على مستقبلي. لا أدري ماذا يحمله لي. هل سينتهي بي المطاف في زواج مدبر، أدمر فيه إمرأة، لها أيضاً حقها في حياة كريمة وزوج يحبها ويجدها مثيرة؟ أرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً. ولكن الأعذار التي يمكن استخدمها للتهرب من الزواج تتقلص مع مرور الوقت. عاجلاً أم آجلاً، سأجد نفسي في موقف علي شرحه لأهلي وعائلتي.
أكثر ما أكره هو أن هذه الاسئله والسيناريوهات طغت حتى على صلواتي. أكره أن تخلف هذا المجتمع قد أثر على علاقتي مع خالق هذا الكون. حتى حقي في إيماني قد سلب مني.
كابوس أعيشه كل يوم. إلى ساعات الليل المتأخرة، أتقلب في فراشي بحثاً عن صورة لمستقبل ومجتمع يتقبل وجودي. أتأمل بأن مدونة الكترونيه بعنوان "مثلي أردني" سوف تقلب مجتمعي رأساً على عقب. أحاول طلي كابوسي الأسود بريشة حلم بيضاء، لعل الظلام يتفشى.
يتهم الناس بأن من مثلي من المثليين فاسدون في هذا المجتمع. وعندها ابتسم، فأتذكر عناوين عمون وسرايا. الفاسدون في البلاد نهبوا وطن، ولكن المجتمع لا يزال يوجه أصابع الإتهام إلى مواطنون صالحون، همومهم مثل أي شخص آخر. أكبر ذنب ارتكبناه هو شعور لا نستطيع السيطرة عليه. جزء منا لا نستطيع تغييره.
يا ترى هل يطارد هذا الأرق والشعور بالذنب 'حرامية البلد' كما يطاردني أنا؟ يا ترى هل سيستيقظ أخي الأردني ويتفهم بأني "مثلي مثلك" لكن الفرق الوحيد بأني مثلي؟
تركنا حق الحياة لسارقي هذا الوطن، ولا حياة لمن ينادي.