Monday 12 March 2012

فاسد مثلي؟


على تويتر اتحدث دائمأ عن حقوق المثليين. ولكن أحياناً أجد نفسي غارقاً في التفكير في معنى هذه الحقوق. جواب منطقي تتفق عليه المنظمات الدولية هو حق الإنسان لحياة كريمة. ولكن ماذا تعني هذه العبارة التي كثيراً ما تتداولها الصحف و المحطات الاخباريه؟ أجد أن مع كثر إستعمالها، للأسف، قد فقدت معناها. ولكن نعم لي حق لحياة كريمة. 

منذ أول دقيقة استيقظ فيها، وأنا خائف على مستقبلي. لا أدري ماذا يحمله لي. هل سينتهي بي المطاف في زواج مدبر، أدمر فيه إمرأة، لها أيضاً حقها في حياة كريمة وزوج يحبها ويجدها مثيرة؟ أرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً. ولكن الأعذار التي يمكن استخدمها للتهرب من الزواج تتقلص مع مرور الوقت. عاجلاً أم آجلاً، سأجد نفسي في موقف علي شرحه لأهلي وعائلتي.

أكثر ما أكره هو أن هذه الاسئله والسيناريوهات طغت حتى على صلواتي. أكره أن تخلف هذا المجتمع قد أثر على علاقتي مع خالق هذا الكون. حتى حقي في إيماني قد سلب مني.

كابوس أعيشه كل يوم. إلى ساعات الليل المتأخرة، أتقلب في فراشي  بحثاً عن صورة لمستقبل ومجتمع يتقبل وجودي. أتأمل بأن مدونة الكترونيه بعنوان "مثلي أردني" سوف تقلب مجتمعي رأساً على عقب. أحاول طلي كابوسي الأسود بريشة حلم بيضاء، لعل الظلام يتفشى.

يتهم الناس بأن من مثلي من المثليين فاسدون في هذا المجتمع. وعندها ابتسم، فأتذكر عناوين عمون وسرايا. الفاسدون في البلاد نهبوا وطن، ولكن المجتمع لا يزال يوجه أصابع الإتهام إلى مواطنون صالحون، همومهم مثل أي شخص آخر. أكبر ذنب ارتكبناه هو شعور لا نستطيع السيطرة عليه. جزء منا لا نستطيع تغييره. 

يا ترى هل يطارد هذا الأرق والشعور بالذنب 'حرامية البلد' كما يطاردني أنا؟ يا ترى هل سيستيقظ أخي الأردني ويتفهم بأني "مثلي مثلك" لكن الفرق الوحيد بأني مثلي؟

تركنا حق الحياة لسارقي هذا الوطن، ولا حياة لمن ينادي. 


6 comments:

  1. I have just read all your posts but that one (guess why!) and admire your courage, frankness and perceptiveness. Please keep up the good work! Writing regularly will also give you new outlooks for your personal engagement. A blog is a way to share encouragement with people in the same situation.

    My experience as an old man (75 y.o.) is that when I was an active gay militant in the seventies and eighties, I did not think some of the progress which happened much later could even be dreamt of.

    If you write a post about your views on the current situation in North Africa or/and the Middle East, I'll gladly publish it in French in my blog -- with your permission. I live in Switzerland; my readers/voyeurs (about 49'000 pages viewed per month)are mainly in France, Belgium, Canada, USA, Algeria, Tunisia, Morocco, South America and Russia.

    Let the Almighty -- who surpasses all the limitations humans have set upon Him -- bless you Samir!

    ReplyDelete
    Replies
    1. I loved your reply! I will be updating my blog as I go. Thanks for the visit and appreciate the publicity. The more readers of the blog the better. Have a great day and God bless Andre.

      Delete
  2. هل فكرت يوماً بزواج مدبر بينك وبين مثلية تعاني نفس الضغوطات,بمعنى اخر هو زواج صوري للتخلص من الضغط الاجتماعي
    ما رأيك؟

    ReplyDelete
    Replies
    1. But what would be the point? I mean to hide who I am? So that homosexuals of the next generation grow up believing they're on their own? This cycle of denial needs to stop. Don't you think?

      Delete
    2. Agreed, agreed 100%... sweeping things under the carpet never helped anything in the long term. Societies HAVE to change, I am in awe of and applaud those who are battling prejudices to make this happen.

      Delete
  3. نعم معك تماما ولكن أحيانا نقبع في ضعف تام حيث لا مفر لنا اطلاقاً في أن نقوى,أو على الأقل أتحدث عن نفسي ومن أجل أن نحظى بالحرية التي تسمح لنا بأن نكون,قد نضطر ان ننغمس في تمثيلية مؤقتة بشعة لها أن تشتري بعض الوقت
    أو شيئاً من الحرية..

    ReplyDelete