Monday 18 June 2012

يا متشائم ...


في هذا الجو السياسي الذي تمر فيه المنطقة، وجدت أفكاري تأخذني إلي ذكريات رحلات شرم الشيخ مع العائلة.

أذكر مرة ذهبنا على إحدى الجولات على العربات النارية في الصحراء. وصلنا أنا واخوتي إلى خيمة شعر. منطقة بعيدة كل البعد عن أزمة عمان وناسها. جلسنا لنشرب فنجان من القهوة، وإذ بأبي يفتح موضوع سياسي مع قائد الجولة. شاب مصري بسيط.

كانت هناك في تلك الأوقات قمة عربية مقامة في شرم الشيخ؛ موضوع الحلقة كما يقال

"بتحب حسني مبارك؟" سأله أبي. "يالله عاد، ما حد سامع، احكي إلي بقلبك!"

أتذكر نظرة الخوف في عين هذا الرجل، وكأنه رأى شبح. إختار كلماته بكل تأني. وكأن اجابته مراقبة في هذا الخلاء. خوفه كان حقيقياً ولن أنسى ذلك الموقف.

خاصة وها نحن الآن. في وقت تبدو فيه هذه الذكرة من وحي الخيال. بعد أقل من عشرة اعوام، نرى هذا الدكتاتورالذي كان بوسعه إرعاب رجل صادق ونزيه خلف القضبان، يعاقب بالسجن المؤبد. ومصر، أم الدنيا، تحتفل بحلتها الديمقراطية الجديدة!



فلماذا التشائم عند التكلم عن حقوق المثليين؟ لماذا لا نرى اليوم الذي سينظر فيه إلى هذه الصورة الأخرى بندم؟ مثليين في مصر خلف القضبان بسبب فعل لا يؤذي أحد، بسبب مشاعر لا يمكن لأحد التحكم بها أو تغييرها. هذه القضبان نفسها التي بعد 10 سنين حشت الحقير حسني مبارك وعاقبته على جرائمه.

 شيء قائد تلك الجولة في شرم الشيخ لم يحلم بحصوله ولو  بدهر!


فأسألك اليوم، لماذا التشائم؟ عندما يحقق المستحيل أمام أعيننا.